ألأديب ألروائى ألناقد ألباحث ألعالم ألأستاذ ألبرفيسور ألدكتور صالح خليل أحمد أبوأصبع!3
رابطة اهالي سلمة جمعية سلمة الخيرية للتنمية الاجتماعية
ألمقالات الصحفية للأديب ألروائى ألناقد ألباحث ألعالم ألإعلامى ألأستاذ ألبرفيسور ألدكتور صالح خليل أحمد أبوأصبع السالم الصقر!
هل تحقق وسائل التواصل الاجتماعية لنا اتصالا فعالا؟
بقلم الدكتور صالح أبوأصبع!
التفاصل بدلا من التواصل
أ.د. صالح أبو أصبع
التواصل الاجتماعي الفعّال ليس هو التواصل الإلكتروني الذي يمارسه الكثير منا. التواصل الاجتماعي الفعّال هو محاولة من التفاعل للاقتراب من الآخرين بحميمية وود معهم، وهو محاولة قول شيء خاص أو تمرير معلومات ذات قيمة وموثوقة، ويبقى التساؤل قائماً هل نحن حقاً باستخدامنا لأشكال التواصل الاجتماعية نحقق فعلاً ما يمكن أن نسميه تواصلاً اجتماعياً أو ثقافياً حقيقياً؟ هل نحن نتواصل حقاً أم أننا نلهو مع وسائل التواصل الاجتماعي؟
إن وسائل التواصل الاجتماعية مثل لعبة جديدة بين أيادي الأطفال تُوقِعُنا في دهشة الاكتشاف. ما أجمل هذه الوسائط الاتصالية الجديدة التي أتاحت لنا فرصة التحدث بالصوت والصورة مع من نرغب مهما نأت المسافات، وما أجمل أن نطالع الفيديوهات التي تضحكنا وتبكينا، وما أجمل أن نستقبل الأخبار أولاً بأول، وما أجمل أن نتبادل التحيات عبر الواتس آب في كل يوم ومع كل مناسبة.
نعم وقعنا في دهشة الاكتشاف وسعدنا بنعمة التواصل هذه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها أوقعتنا في لعنة التفاصل دون أن ندري.
بلا شك أن وسائل التواصل الاجتماعية قدمت لنا خدمات جُلّى، فمن منا سيستغني الآن عن البريد الإلكتروني؟ ومن منا سيستغني عن الواتس آب؟ ومن لا يحمد امكانيات السكايب في تسهيل التواصل وإجراء المؤتمرات عبره؟.
فنحن نعرف أن وسائل التواصل الاجتماعية كسرت حواجز المكان والزمان وصارت وسيلة اقتصادية مهمة في عالم التجارة، وصارت كذلك وسيلة هامة في عالم الحكومات الإلكترونية وخدمة مصالح الناس بيسر وأمان، وصارت وسيلة هامة للشركات والأفراد في تبادل الوثائق وتحقيق المصالح وهذه كلها بعض من فوائد التواصل الاجتماعية.
وهي بلا شك نِعَمٌ لا يمكن إنكارها، ولكن مع هذه المزايا التي اختصرناها فإننا يمكننا أن نتساءل: هل هذه الوسائط تحقق لنا اتصالاً فعالاً؟
باتت الايجابيات معروفة للجميع سواء ما ارتبط بها في الجانب الأسري أو الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي أو المعرفي. الإشارة إلى سلبيات وسائل التواصل الاجتماعية لا يعني إنكار فوائدها، ولكننا نسعى إلى تواصل فعال ولذا نركز على التنبيه إلى سلبيات التواصل الاجتماعي.
دعنا نتحدث عن أكثر الوسائل شعبية لدى العرب وهي الواتس آب والفيس بوك وتويتر والانستجرام، حيث تغمرنا كل صباح رسائلها ويتم تمريرها من شخص إلى آخر. وهذه الرسائل الجاهزة لا تفعل أكثر من قولها لك إني لا أنساك.
ولنقم بجولة سريعة على ما تقدمه لنا بعض هذه الوسائل الاجتماعية من جوانب سلبية وغالبا ما نتجاهل تأثيراتها على حياتنا اليومية.
في البعد الاجتماعي:
أولاً: التفاصل بدلاً من التواصل:
هذه الامكانيات الهائلة للوسائل الاجتماعية ساهمت في تحقيق تواصل باتجاهين: فمن ناحية صار بإمكاننا أن نتواصل مع أشخاص ينأون عنا أو أننا لا نعرفهم مطلقاً أو انقطعت أخبارهم عنا ولكن من ناحية أخرى هذه الوسائل عززت ذلك النوع من التواصل الشخصي وما فيه من حميمية وعدنا نكتفي بإرسال رسالة وكأن هذه الوسائل هي وسائل للتفاصل بين الناس بدلاً من تواصلهم. وهكذا نراهم في كل جلسة عائلية أو غير العائلية كل فرد مشغول بهاتفه المحمول او أجهزتهم اللوحية (تابلت Tablet) وهم يجلسون مادياً معاً ولكنهم منفصلون عنهم ذهنياً.
ثانياً: المجاملة بدلاً من المشاعر الحقيقية:
أصبحت وسائل التواصل أداة للمجاملة، تقول للمرء أنني ما زلت أذكرك، ولكنها لا تستطيع التعبير عن المشاعر الحقيقية، فتمرير رسالة من شخص إلى شخص إلى شخص آخر ليس فيها ما يعبر عن المشاعر الحقيقية. ونشر صورة لشخص ما والتعليق عليها بالإعجاب ليس أكثر من مجاملة لصورة المرء الذاتية، وليس هناك من سبيل للتعبير عن مشاعر تجاهها.
في الأعياد تصل صور المعايدات المزينة بالورود أو الفيديوهات ولكنها لا تحمل معها أي بصمة شخصية لصاحبها، وهكذا تصبح هذه الرسائل وكأنها خالية من المصدر والطابع الحميم لمرسلها، ولا يعدو الأمر عن مجاملات ما كان لها أن تتحقق لو لم تكن مجانية.
لنتخيل لو أن الواتس اب لم يعد مجانياً وأصبح مثل الرسائل القصيرة (SMS) أو(MMS) المدفوعة الثمن، فهل سيظل الذين يراسلوننا يقومون بإرسال رسائلهم إلينا أم أنهم سيتوقفون عن ذلك وينسون كل الأصدقاء الذين كانوا يراسلونهم على “واتس اب”؟
وهكذا باتت رسائل التمرير رسائل تذكير أكثر من كونها رسائل ذات مضمون يعبر عن مشاعر حقيقية. ولنا أن نتساءل كم من الناس سيظلون على تواصل على الواتس اب لو أصبحت رسائله مدفوعة الثمن؟ أظن أن الرسائل التي نتلقاها يومياً سوف تتضاءل لتصل إلى مستوى لا يصل إلى 5% مما كنا نتلقاه.
إن من يتابع اليوم صفحات فيسبوك على سبيل المثال سوف يجد أن التواصل لا يعدو كونه متابعات عابرة لأصدقاء حقيقيين أو مفترضين.
ونجد في الصفحات التي نتابعها أشكالاً من المجاملات العابرة لما يضعه الأفراد على صفحاتهم مثل صورة جديدة أو كلمات أو خواطر لا تغني العلاقات الإنسانية ولا الثقافية، ومعظم ما نجده هو ضغط المرء على إشارة أعجبني (لايكLike) وكأن هذه الإعجابات هي مقياس التواصل الاجتماعي.
ثالثاً: اغتيال الطفولة بدلاً من براءة الطفولة:
أصبح الأطفال الآن منذ الثانية من عمرهم يستخدمون الأجهزة المحمولة (الهواتف والأجهزة اللوحية والمحمولة) وبعضهم أصبحوا مدمنين على استخدامها. ويطالعون فيها أفلاماً وألعاباً وكأنها أصبحت بديلاً للتفاعل بين أقرانهم وعائلاتهم، وأصبحت هذه الأجهزة وكأنها جليس الأطفال الجديد كي ينشغلوا بها ليستريح الآباء والأمهات من نشاطهم. وبدلاً من أن يلعبوا ويتفاعلوا في جو اجتماعي صحي فإنهم منشغلون بهذه الأجهزة بديلاً عن أن يعيشوا حياة طفولة صحية، وهكذا نقول باغتيال براءة طفولتهم. ناهيك عما يمكن أن يطالعوه من مشاهد لا تليق، أو موضوعات هي للبالغين ولا يجوز اطلاعهم عليها.
رابعاً: غزو الخصوصية بدلا من احترامها:
تناولت الأخبار في الآونة الأخيرة فضيحة تسريب الفيس بوك لشركة كامبريدج أناليتيكا سبعة وثمانين مليون حساب، وهكذا أصبحت هذه الحسابات مكشوفة لجهات تستفيد منها. وتثير هذه القضية مسألة الخصوصية ومدى حمايتها لدى وسائل التواصل الاجتماعية. وإذا عرفنا أن الفيس بوك استطاعت بعمليات الشراء الاستحواذ على قائمة لأكثر من 50 شركة، بما في ذلك الواتس اب والانستجرام وهذا يعني ان معظم حسابات الناس عرضة للانكشاف وضياع الخصوصية بعد فضيحة الفيس بوك الأخيرة.
خامساً: الموت بدلا من الحياة:
الاستخدام السيء للموبايل لإرسال الرسائل أثناء القيادة او أثناء السير لقطع الشوارع تؤدي إلى كوارث يقود بعضها الى الموت.
في البعد النفسي والسلوكي:
أولاً: القلق بدل راحة البال:
ما يصلنا من رسائل يحمل كثير منها ما يثير القلق بدلاً من إثارة الراحة للمرء، فعديد من الرسائل تحمل أخباراً مقلقة وتحمل معلومات تستحضر معها تساؤلات عديدة عن جدوى ما يحيط بنا، وتحمل رسائل تحذيرية وتهديدية مما يعزز القلق بدلاً من الشعور براحة البال.
ثانياً: التهديد بدلاً من الأمان:
التواصل هدفه أن يخلق لدى المرء الشعور بالأمان من خلال المعرفة التي يحصل عليها التي تزيح ضباب القلق الذي يمكن أن يغشى بصر المرء وبصيرته، والتواصل يمكن أن يخلق التفاهم بين الناس مما يعتور العلاقات بينهم من سوء فهم ومشكلات مما يقود إلى الأمان. ولكن أصبحت الوسائل الاجتماعية مصدراً للتهديد والابتزاز ويصل الأمر إلى تخريب البيوت. وكم سمعنا عن السطو على معلومات قادت إلى تخريب سمعة فتاة وابتزازها، وكم سمعنا عن السطو على معلومات قادت إلى السطو على حسابات أشخاص قادت إلى حرمان المرء من راحة البال وفقدان الأمان. ناهيك عن الرقابة التي يخشى المرء فيها قضبان السجن نظراً لتعبيره عن رأي مخالف لدولته. كما أن المعلومات التي يتبرع المرء في نشرها على الوسائط عن حياته الشخصية ساهمت في اتاحة الفرصة للصوص لمعرفة أسرار البيوت مما قاد إلى عمليات سرقة البيوت وخطف الأطفال من منازلهم.
ثالثاً: المعاناة من الوصفات الصحية بدلاً من استشارة المختصين:
ما توفره الوسائل الاجتماعية من رسائل حول الصحة العامة والغذاء السليم يصلنا يوميا العديد من الرسائل التي تنصح أو تهدد من استخدامات لأنواع من السلوك واستخدامات أنواع من الطعام والشراب وفوائد العديد من أنواع الخضار والفواكه التي تخفض أو تعالج عوارض أمراض كالسكري والقلب والسرطان. وهذه كلها لا يستطيع المرء التأكد منها، ولا معرفة ما هو حجم تناول الكميات الموصى باستخدامها. وهكذا يتيه المرء في خضم كل تلك النصائح التي يتلقاها، وبعضها يكون معززاً بأسماء مؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة كي يشعر المرء بالثقة فيها. ووصل الأمر إلى أن تصلك وصفات لكل مرض وكأن عليك الاستغناء عن الطبيب. وهكذا تصبح هذه الوصفات وكأنها الحل الذي يقود إلى الصحة التي يمكن أن ننعم بها بفضل تلك الرسائل.
رابعاً: البذاءة بدلاً من العفة:
وحينما نمرّ على “تويتر”، ونتابع بعض الموضوعات الجادة التي تطرح قضايا الأمة فإنه يفاجئنا مدى الإسفاف الذي يتم فيه التعليق على هذه القضايا، ويفاجئنا كذلك بذاءة اللغة والشتائم التي تنصب على المخالفين في الرأي ناهيك عن رداءة اللغة والأخطاء الإملائية أو الكتابة باللهجات المحلية.
فهي منابر من المفترض أن تكون مجالاً خصباً للحوار والتفاعل بين الرأي والرأي الآخر، ولكنها أصبحت مجالاً لتكفير الآخرين المخالفين للرأي وتخوينهم، بدلاً من مناقشتهم بإيراد الحقائق التي تفند آراء المخالفين.
من يتابع التغريدات التي فيها خلافات حول مواقف سياسية، يشاهد كيف يتدنى مستوى التعليقات على تلك التغريدات وتراشق المغردين بألوان من السباب والشتائم التي تعبر عن بذاءة المغردين.
وهناك كم من أولئك الذين يستغلون اليوتيوب YouTube لينطلقوا في عرض فيديوهات بأسلوب بذيء ويستهدفون دولا وشعوبا وقادة وسياسيين. فبدلاً من عرض قضايا موضوعية، يلجأون إلى السباب بأقذع أنواع الشتائم، والأمثلة كثيرة على اليوتيوب والتويتر.
خامساً: إضاعة الوقت بدلاً من استثماره:
مهما حاولنا من الاستفادة من إمكانيات التواصل الاجتماعي التي باتت تختصر المسافات وتختزل الزمن في التواصل مما يحقق لنا استثماراً جيداً للوقت وخاصة في الرسائل التي تنجز الأعمال والمؤتمرات التي تتم، إلا أن ذلك كله يصاحبه استغلال سيئ للوقت، إذ يهدر العديد من الناس وقتهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشاطات أفضل تسمية لها أنها ترفيه وتحادث وتواصل فيه مضيعة للوقت.
فهل هو مهم إرسال صورتك ليعرف القريب والبعيد بأنك الآن في مطار دبي وأنك الآن وصلت إلى سنغافورة؟ وهذه الصور تكون متاحة ليس للعائلة المقربة بل متاحة للجميع.
وكم هو مهم أن يصور المرء مائدة الطعام في مطعم يلتقي فيه مع صحبته؟ أو كم هو مهم أن تصور سيدة ما طبخته وتنشره على صفحتها؟ أليس كل هذا مضيعة للوقت؟
في البعد السياسي والبعد الاقتصادي:
أولاً: التفرقة بدلاً من الوحدة:
أشرنا إلى ما تقود إليه البذاءة في التراسل بين المتحاورين والوسائل المختلفة التي يتم تعميمها والتي في محصلتها تقود إلى التفرقة بين مكونات الشعب الواحد ناهيك بين أبناء الأمة العربية، وخصوصاً أن ما يجري على الساحة العربية من صراعات قادت إلى اصطفاف في معسكر بينما البعض الآخر في معسكر مقابل، وهكذا تتعزز أشكال الإقليمية بدلاً من أن تكون هذه الوسائل أداة لتعزيز الوحدة بين الشعوب العربية
ثانياً: الرقابة بدلاً من الحرية:
أصبحت الحرية الشخصية مهددة، وخصوصاً أننا نعلم أن الرقابة على كل الهواتف والحواسيب والحسابات الشخصية متاحة للعديد من الجهات الأمنية وغير الأمنية ناهيك عن الهاكرز الذين يقتحمون المواقع ويسرقون البيانات الخاصة بالحسابات. وبدلاً من التنعم بالتواصل مع الآخرين بحرية والتعبير عن آرائنا بلا قيود، فإن ما نراه اليوم هو المزيد من الرقابة والمزيد من اختناق الحريات، وكم هم السجناء الذين تم اعتقالهم نتيجة التعبير عن آراء مخالفة، ويمكننا أن نرى كيف أن العدو الإسرائيلي يتابع مواقع النشطاء في فلسطين ويقوم بسجنهم نتيجة ذلك.
ثالثاً: العداوة بدل المحبة:
أصبحت الوسائل الاجتماعية وخصوصاً التويتر والواتس آب واليوتيوب وسائل إثارة النعرات الطائفية والقبلية والإقليمية في وطن عربي يتكالب عليه الأعداء من كل صوب.
وبدلاً من تعزيز روح الأخوة والتسامح والمحبة نجد أن هذه الوسائل أصبحت تثير النعرات الطائفية والإقليمية بدلاً من أن تنشر المحبة والتعاون بين أفراد المجتمعات العربية.
رابعاً: التنفير بدلاً من التبشير:
كثير من الرسائل التي تحمل مضامين دينية أو سياسية تقود إلى التنفير بدلاً من التبشير، وتحمل معها الوعد والتهديد بدلاً من أن تقوم بنشر التفاؤل والتبشير بمستقبل أفضل. ويكفي أن نشير إلى تلك الرسائل التي تطالب قارئها بأن ينشرها وإلا فإنه سيُحرم من نعمة رضا الله.
خامساً: الإسراف بدلاً من التوفير:
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعية أدوات لترويج السلع الكمالية التي تسعى إلى اقتناص الزبائن مما يجعلهم يقدمون على شراء سلع ليسوا بحاجة إليها نتيجة لإغراءات تلك الرسائل، وهكذا نغرق في عالم استهلاكي فبدلاً من التوفير والاقتصاد نلجأ إلى الإسراف. وتقوم الوسائل الاجتماعية بالتجسس على اهتمامات ذوي الحسابات لديها وتتبع محادثاتهم وما يقومون بالبحث عنه حول الموضوعات التي تشغلهم ومن ثم تقوم بإرسال الإعلانات المتوافقة مع أحاديثهم واهتماماتهم.
في البعد المعلوماتي والبعد الإعلامي :
أولاً: التخبط في بحر المعلومات بدلاً من الحصول على المعرفة:
أصبح الدخول إلى المعلومات والبيانات التي نتلقاها أو نسعى للحصول عليها لا حدود لها، وهكذا أصبح المرء يغرق في بحر المعلومات والبيانات والرسائل التي يصل إليها أو يتلقاها مما يكون بعضها متناقضاً، ولما لم يكن معظم الناس لا يمتلكون الرؤية النقدية لمعرفة ما هو صائب وما هو خاطئ، وما هي المعلومات التي يثق بها، أو ما هي المصادر الموضوعية الي يمكن أن يلجأ إليها وهكذا تضيع فرصة الحصول على المعرفة.
المسألة الأخرى الأكثر أهمية مرتبطة بتداول المعلومات، هي كثرة الاشاعات انتشار الأخبار المزيفة بدلا من انتشار الأخبار الصادقة حيث إن الكثير من الرسائل التي تحمل بيانات أو معلومات سياسية أو طبية ويتم توزيعها ليست دقيقة، وبعضها من صنع أجهزة دعائية وجهات غير معروفة يتم تداولها وكأنها حقيقية. حتى تلك الفيديوهات التي تصلنا والصور فإن كثيراً منها ما يكون مفبركاً وتنتشر بين الناس وتصبح مجال الحديث للتداول وكأنها حقيقية.
ثانياً: السطحية بدلاً من العمق:
يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي عرض القضايا بطريقة سطحية، فكل من هبَّ ودبّ يطرح آراءه باعتباره خبيراً، ومن ثم لا يتم مناقشة القضايا بعمق. وكذلك حينما يتم طرح موضوعات أو أفكار جدية أو مقالات مطروحة فقليلاً ما نجد أنها تلقى مناقشات جادة أو تأييدها بالمشاركة (share). وفي أغلب الأحوال يتم الاكتفاء بالمرور على مثل هذه الصفحات ووضع إشارة (لايكLike) كنوع من المجاملة. وهكذا يتم تناقل ما يتردد عبر هذه الوسائل دون أن يتم تمحيص أبعاد القضايا المطروحة.
ثالثاً: التزوير في الصور بدلاً من الصور الصادقة:
أصبحت إمكانيات البرمجيات مثل الفوتوشوب كفيلة بتغير الصور وتزويرها، مما يؤدي إلى تزييف الحقائق التي تطغى على ما يشاهد، وهذا يقود إلى تزييف الواقع بدلاً من نقل صورة صادقة للواقع.
رابعاً: الوقوع بين أيدي الهاكرز وشرك التحديثات المزيفة:
حذرت تقارير عالمية عديدة من تحديث مزيف لموقع تطبيق التراسل الفوري «واتس آب»، يحمل اسم «واتس آب بلس» ووصفته بـ«الأخطر على الإطلاق ويمكنه أن يدمر أي جهاز ذكي ويسرق كافة المعلومات الخاصة والبنكية، الخاصة بالمستخدم.
خامساً: الاكتفاء بتصفح للمواقع بدلاً من قراءة الكتب والصحافة المطبوعة
لم يعد يخفى على أحد تقهقر القراءة من الكتاب والصحافة المطبوعة. وذلك يظهر من اختفاء العديد من الصحف المطبوعة عالميا وعربياً، وشهدنا العام الماضي (2017)على سبيل المثال توقف جريدة السفير اللبنانية عن الصدور ناهيك عما تعانيه الصحف المطبوعة من مشكلات مالية نتيجة تراجع عدد توزيعها ، ويشكو الناشرون العرب من تراجع نسبة مبيعاتهم من الكتب على الرغم من تزايد عدد السكان العرب وازدياد عدد الخريجين الجامعيين وزيادة المتعلمين العرب .
قناة الجزيرة والكيان الصهيوني
بقلم الدكتور صالح أبوأصبع!
لم تخرج قطر بجزيرتها إلى العالم من دون وعي بأهمية الإعلام الموّجه نحو مخاطبة الرأي العام والتأثير فيه، ولم تكن تظهر إلى الوجود من دون أجندة خاصة تريد تنفيذها في الوطن العربي.
ولنا أن نتساءل هل كان هدف قناة الجزيرة الفضائية ثقافياً توعوياً لخدمة الجماهير العربية؟
لو كان الهدف كذلك فلماذا كانت الحكومة القطرية قبل ذلك بزمن قد أصدرت قراراً بتعطيل كل المجلات الحكومية القطرية، وشمل ذلك مجلات: الدوحة، والأمة، والصقر.
وهذا أمر يجعل المرء يتساءل ما هو الهدف الحقيقي لإنشاء قناة الجزيرة؟ وأين بدأت فكرة قناة الجزيرة ومع من بدأت؟
قبل انطلاقة الجزيرة بسنة أو أكثر تم نشر خبر في الصحف العربية أن مسؤولين قطريين من السفارة القطرية في واشنطن تباحثوا مع إسرائيليين في واشنطن بشأن انطلاق قناة فضائية من قطر. لم يمر وقت طويل حتى انطلقت الجزيرة ببرامج حركت الساكن في الوطن العربي.
ولكن باتجاه صار واضحاً مع تداعيات الربيع العربي أنه معاكس لمصالح الشعوب العربية، حيث أسهمت في الدور الذي قادت إليه الجماهير العربية المتعطشة إلى الحرية لكنه كان طريقاً إلى الدمار وهذا ما شاهدناه في مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن.
كان برنامج فيصل القاسم «الاتجاه المعاكس» في البداية برنامجاً يشدّ الجمهور لطرحه قضايا مثيرة للجدل على مستوى عربي، وكانت تعالج القضايا المثيرة للجدل في كل مكان باستثناء قضايا تخص قطر.
مثل هذا البرنامج كان برنامجاً تسمع فيه جعجعة ولا ترى طحناً، ولم يحقق البرنامج سوى إثارة الفتن والبلبلة وتشويش آراء الناس ولم يكن باستطاعة الناس التفاعل فيه بشكل ديمقراطي.
فهناك حارس بوابة هو الذي يسمح ببث المداخلات والتي تكون أحياناً كثيرة مرتبة مسبقاً. هذا البرنامج وغيره من برامج الجزيرة عملت على السعي لإثارة الخلافات بين الدول العربية والنعرات بين شعوبها، ولعل أخطر ما قامت به دورها في تفجير تلك الصراعات داخل عديد من الدول العربية لتتحول إلى حروب أهلية نشاهد آثارها المفجعة اليوم.
في جانب آخر تحت دعوى الرأي الآخر، قامت قناة الجزيرة باختراق الإجماع العربي الذي يدعو إلى عدم التطبيع مع إسرائيل، وكان دورها جلياً في هذا الجانب، فقد باتت تستضيف معلقين إسرائيليين من تل أبيب بمن فيهم صحافيون وناطقون باسم الحكومة الإسرائيلية وجيش الدفاع الإسرائيلي، وتتيح لهم الدفاع عن جرائم إسرائيل ونشر أكاذيبهم ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته. هذا الدور الذي لعبته كان خطيراً، ولذا كان لها فضل السبق في الرعاية الإسرائيلية بفتح مكاتب لها في الأراضي المحتلة فتقدم تسهيلات لمراسليها.
ومن مظاهر التطبيع فقد بثت قناة «الجزيرة الرياضية» مباراة كرة القدم بين فريق ماكابي حيفا الإسرائيلي وفريق بايرن ميونيخ الألماني في 15 سبتمبر 2009 في رامات غان لتكون المرة الأولى التي تنقل فيها إحدى القنوات العربية مباراة لفريق إسرائيلي.
لقد كانت قناة الجزيرة من خلال الرياضة تحاول أن تقود عملية «للتطبيع الشعبي» مع الكيان الصهيوني الذي طالما حلم بالتطبيع مع الشعوب العربية على حساب الشعب الفلسطيني.
والتساؤل الآن وبعد أن فقدت الجزيرة كثيراً من مصداقيتها وشعبيتها التي تمتعت بها نحو عقد من الزمن منذ تأسيسها، ورغم الرعاية الظاهرة لإسرائيل لها طيلة ربع قرن نتساءل فلماذا أغلقت إسرائيل مكاتب
استخدام الإنترنت بأحرف عربية
بقلم الدكتور صالح أبوأصبع!
نشأت الإنترنت في الولايات المتحدة، ولذلك فإن الخدمات الأساسية وأنظمتها تم بناؤها باللغة الإنجليزية، ومن بينها عناوين مواقع الإنترنت (Domain names) .
والتي صممت لتكون باللغة الإنجليزية، وهذه الخدمة المتوافرة تسبب مشكلة وعائقاً أمام العرب الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية لأنها تتطلب منهم التهجئة الصحيحة لاسم الموقع الذين يرغبون في الدخول إليه حتى لو كان محتواه بلغة أخرى غير الإنجليزية.
وهذا الأمر يجعل من الصعب على الذين يتوقون إلى استخدام الإنترنت ولا يمتلكون أدوات استخدام اللغة الإنجليزية أن يستفيدوا بشكل كامل وسريع من الدخول إلى تلك المواقع والاستفادة من محتواها.
لذلك عملت جهات عربية عديدة على توفير خدمة النطاقات العربية على الإنترنت ويحدوها إلى ذلك عاملان:
أولهما: أن نسبة كبيرة من المواطنين العرب غير قادرين على التعامل مع اللغة الإنجليزية مما يحرمهم فرصة التعامل مع الإنترنت.
ثانيهما: البعد الوطني والقومي الذي يستدعي حق المواطن العربي باستخدام لغته العربية في التعامل مع الإنترنت.
وبدأت الجهود العربية من أجل استخدام النطاقات العربية منذ مطلع القرن الحادي والعشرين وكان من بينها الائتلاف العربي لأسماء الإنترنت الذي عقد اجتماعه الأول في مارس 2001م وانبثق منه تكوين لجان لدراسة دعم أسماء النطاقات العربية.
وفي عام 2003م عقدت منظمة الأسكوا ورشة عمل لخبراء تقنيات المعلومات وأسماء النطاقات ومن أهدافها إصدار المواصفات الخاصة باستخدام اللغة العربية في أسماء النطاقات.
ثم أسس مجلس التعاون الخليجي مجموعة عمل أسماء عناوين نطاقات الإنترنت بدول الخليج لتكون مشروعاً لدعم استخدام اللغة العربية في أسماء النطاقات على شبكة الإنترنت ومن ثم تجهيز الخادمات (Servers) لها وبعد ذلك تم تسجيل نطاقات عربية تجريبية.
وقام المركز السعودي لمعلومات الشبكة بتقديم مشروع تجريبي لدول الخليج العربي لهذا الغرض بهدف دراسته والسعي لتعميم استخدامه في الدول العربية. وفي عام 2005 م تم الاتفاق في جامعة الدول العربية على تعميم المشروع التجريبي لدول مجلس التعاون الخاص بدعم استخدام اللغة العربية في أسماء مواقع الإنترنت وليصبح متاحاً لكل من يرغب في استخدامه.
وفي عام 2009 وافقت منظمة (أيكان) المسؤولة عن إدارة الأسماء على الإنترنت على حصول ثلاث دول عربية هي السعودية والإمارات ومصر على استخدام أسماء النطاقات العربية.
وفي عام 2010م تم إضافة النطاقات العربية لهذه الدول لتبدأ المباشرة في العمل.
وعلى الرغم من أن النطاق العربي أصبح متاحاً إلا أن استخدامه لا يزال مجهولاً لدى الكثيرين.
فمن من الناس العاديين الذين يستخدمون الإنترنت يعرفون هذه الخدمة؟
والأهم من ذلك أن الدول التي سعت إلى ترسيخ استخدام النطاقات العربية، هي نفسها بمؤسساتها الرسمية والحكومية لا تستخدم هذه النطاقات، وإن كانت نطاقاتها موجودة فعلاً فإنه لم يتم تعميمها والترويج لها بما يضمن انتشارها لدى الجماهير العربية.
إنها لمفارقة غريبة، فنحن ندرك أهمية استخدامها وفوائدها للإنسان العربي، ومع ذلك ننسى أنه بإمكاننا أن ندخل إلى الإنترنت بأسماء مواقع عربية وبأحرف عربية. وهي مسؤولية سياسية بالدرجة الأولى يمكن أن تتحقق بقرارات تطالب كل المؤسسات والشركات بأن يكون لها اسم عربي ونطاق عربي وعند ذاك سوف يكون للنطاقات العربية جدواها ويستطيع كل من يرغب في استخدام لغته العربية أن يفعل ذلك.
عام الخير أم أعوام للخير
بقلم الدكتور صالح أبوأصبع!
حينما صدرت في دولة الإمارات العربية مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد باعتماد عام 2017 عاماً للخير، فإن هذا الأمر مثله مثلما تم اعتماد عام 2016 عاما للقراءة فله دلالات تتخطى حدود الزمن المحدد بل وحدود المكان.
الأمر الذي يجب النظر إليه بمنظار شمولي وليجيب عن التساؤل التالي وهو: إلى أي مدى تترسخ لدى الإنسان العربي ثقافة العطاء وبلا مقابل وسلوكيات تقديم الخير للآخرين الذين يحتاجون المساعدة من أبناء البشرية؟
صحيح أنه في البلدان العربية بدأت تنتشر الجمعيات الخيرية سواء كانت مرتبطة بالحكومات أو هي عبارة عن مبادرات فردية من أهل الخير. إلا أن هذا الأمر لم يترسخ بعد ليصبح جزءاً من ثقافة الأفراد وتكوينهم النفسي واستعدادهم التلقائي لدعم الملهوف وإغاثة المحتاج.
في الغرب نجد أن مثل هذه الثقافة مترسخة لدى الناس، وفي البيت والمدرسة تبدأ تربية الأطفال على ممارستها، ونجد أن تقديم الخير يبتدئ بمبدأ أساسي وهو العمل التطوعي لخدمة من يحتاجون إلى ذلك أو لخدمة المجتمع المحلي.
ليس الخير فقط هو تقديم المال أو الجوانب المادية، إنه يبدأ من تعليم الأبناء أصغر أنواع العطاء مثل إماطة الأذى عن الطريق أو عدم إلقاء ورقة مهملة في الطريق العام، أو مساعدة عجوز أو معاق لاجتياز شارع مكتظ بمرور السيارات.
عمل الخير يؤكد تعزيز الانتماء إلى الوطن ويبرز سمو الروح الإنسانية لدى الأفراد. لذا نحن بحاجة إلى تعزيز ثقافة العمل الجماعي وتعزيز ارتباطنا بالمجال العام الذي نعيش فيه.
من يزور الجامعات والمدارس والأماكن العامة، قد يذهله أحياناً عدم إحساس الأفراد بأن هذه المجالات العامة هي مجالاتهم الخاصة أيضا، مثلها مثل بيوتهم. وهي تخدمهم كما تخدم غيرهم، ولذلك أي تخريب أو إساءة إلى الممتلكات العامة هي إساءة شخصية للأفراد أنفسهم بمقدار ما هي إساءة لمجتمعاتهم المحلية.
ومن يتابع الأرقام التي تمثل ما منحته الدول العربية وخصوصا الخليجية، وعلى رأسها الإمارات، من مساعدات للدول المحتاجة ولإغاثة المحتاجين جراء الكوارث الطبيعية والحروب سيجد أن ما قدمته من مساعدات بالنسبة لدخلها القومي يفوق أضعافاً مضاعفة ما قدمته الدول الغربية الكبرى وهذا السلوك الرسمي الذي تعمل الحكومات على ترسيخه، ليس إلا الالتزام بمفهوم الخير للصالح العام وصالح البشرية.
ويكفي أن نشير إلى مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تقوم بتقديم المساعدات المادية والعينية ومبادرات نشر التعليم والمعرفة والمساعدة في مكافحة الفقر والمرض، مساعداتها شملت حتى عام 2015 قرابة الأربعين مليون شخص في 99 دولة. وفي عام 2016 بلغ إنفاق المؤسسة ذاتها 1.5 مليار درهم، وبلغ عدد المستفيدين 42 مليوناً من 62 دولة.
نحن بحاجة ماسة إلى تربية حقيقية للأجيال الناشئة، تربية على مفهوم العطاء بدون انتظار مقابل، ونحن بحاجة إلى ترسيخ مفهوم العمل التطوعي لدى أبنائنا، وإلى ترسيخ مفهوم مسؤوليتنا نحو المجال العام وصيانته. ولعل لدى المدارس والجامعات مسؤولية كبرى في تحقيق ذلك بجعل العمل التطوعي جزءاً من الأنشطة المدرسية والجامعية.
وما لفت الانتباه حينما قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بتوزيع الجوائز على من قدموا أعمالا متميزة في الخير، أنه تم تخصيص الجوائز لأولئك الذين قدموا مبادرات خير معتمدة على عطائهم الفردي وجهدهم الشخصي وليس لأنهم يمتلكون المال الوفير وتبرعوا فيه لفعل الخير، فهو درس لمعنى العطاء والخير.
شهادات
ماذا يقول ألناس عنا؟
“رابطة أهالى سلمة وجمعية سلمة ألخيربة إكتشاف رائع”
“تعاملت مع العديد من المنظمات الخيرية ؛ لكن لا شيء مثل رابطة أهالى سلمة وجمعية سلمة ألخيرية“.
ناصر أحمد ألسعيد
“خدمة إنسانية لاتشوبها شائبة”
“رابطة أهالى سلمة وجمعية سلمة ألخيرية” تستخدم أحدث التقنيات والتدريب والدراسات حول خدماتها. “
على موسى أحمد
“تجربة ناجحة أخرى”
“أشعر براحة أكبر في التعامل مع” رابطة أهالى سلمة وجمعية سلمة ألخيرية للتنمية ألإجتماعية “.
سامر منير عيسى
“عاجز عن ألكلام”
“ليس لدي كلمات لوصف تجربتي في التعامل مع” رابطة أهالى سلمة وجمعية سلمة ألخيرية “.
بثينة ناصر ألأحمد
راسلنا
لاتخجل، خبرنا إن كان لديك أى أسئلة؟